الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

هواية الرسم




إنّ الإنسان كُتلة مُتّقدة من المهارات مشحونة بالعواطف والأحاسيس والميول، فمن الطّبيعيّ أن تتنوّع رغباته واتّجاهاته لما ترعاه نفسه من الفنون كافّة، فهناك الإنسان المُحبّ للموسيقى، وأيضًا المبدع بالرّسم وفنونه التّشكيليّة المتنوّعة، ومنه الرّياضيّ البارع الّذي يعشق رياضةً ويتعلّق بها حدّ الجنون، ومنهم من يُغرق نفسه بغياهب الكتب ليتّخذ من القراءة هواية له. الهوايات هي تفريغ لما تَعتريه الرّوح من شحنات يُمكن تفريغها بشكل سلوكيّ مُنضبط ومُوجّه، ومن جلّ هذه الهوايات موهبة الرّسم وتُوصف بالفنّ أو الموهبة، فالفنّ؛ لكونه إبداعًا من الصّعب خلقه ما لم تكن وفق دافعٍ قويّ ورغبة شديدة ومَلَكة فطريّة، وهنا التّحليل لكونه موهبة تُوهَب للإنسان من جهة وتطوّر بفعل الاكتساب والدّربة والمزيّة في الممارسة، ورحم الله الشّاعر أحمد شوقي حين قال:[١] قِيلَ ما الفنّ قُلت كلّ جميل مَلأ النّفس حُسنه كان فنًّا إضافة إلى ذلك فإن الرّسم هواية عظيمة الأركان بهيّة الألوان تُدخل الفرح للرّوح وتُنفّس النّفس عن خلجاتها وما يعتريها من ضيق لما فيها من تركيز ودخول في عالم التّفاصيل من مجردات الطّبيعة من جهة، وتأمّل لرسم الشّخصيات وما وراء التّفاصيل من أسرار تُخَطّ بالقلم. تتنوّع مذاهب الرّسم وأنواعه وهنا يكمن الخلط والمزج دون معرفة محضة عن الهواية، فالمذاهب تعني الاتّجاهات المتّبعة في هواية الرّسم إلى فنون منها: الفنّ السّرياليّ، والفنّ التّكعيبيّ، والفنّ التّجريديّ، والفنّ الإيحائيّ، والفنّ الواقعيّ" والعديد من هذه المدارس المُستقلة في أفكارها وطرائقها المُتّبعة في أدائها الفنّيّ. قد نرى مدارس الرّسم كثيرة، ورغم تنوّع المدارس واختلاف اتّجاهاتها إلّا أنّها تصبّ في ذات النّهر، فهي كالبستان في تنوّعه والثّمار في مذاقاتها المختلفة، ومن أشهر هذه المدارس؛ المدرسة السّريالية: ومن روادها سلفادور دالي، والّتي تُحوّل الأحلام إلى رسومات تشكيليّة غاية في الغرابة، وتدخل في الفلسفة التّحليليّة وفلسفة "سيجموند فرويد"، والمدرسة التّكعيبيّة: من روادها "بابلو بيكاسو" والتي نرى اللّوحات فيها على شكل مُكعّبات تُمثّل رؤية الرّسام في هذا الفن. أمّا الأنواع فتختلف حسب الأدوات المستخدمة في تطبيق هذه الهواية، فالرّسم بالرّصاص هي بداية البداية لتتفرّع الأدوات ليكون الرّسم بقلم الفحم والألوان بأنواعها الزّيتيّة، والشّمعية، والشّمعيّة الزّيتيّة، والطّبشور، والألوان المائيّة، لتتطوّر الأدوات وتصل إلى الرّسم بالرّمل والرّسم بالحبر، ومن هذه الأدوات أيضًا: القلم بأنواعه وضروبه المختلفة، والرِّيش المتنوّعة والمختلفة المقاسات، والقصب. إنّ أدوات الرّسم كثيرة تتعدّد حسب درجة الاحتراف والخوض في غِمار هذا الفنّ، فلولاها لما كان لموهبة الرّسم من طريق واضح المعالم، ولا مسارات متنوّعة الاتّجاهات، ومنها الأقلام؛ قلم الرّصاص، والفحم، والطّبشور، والتّحبير، وأيضًا الألوان ومنها: الألوان الزّيتيّة، والإكريليك، والمائيّة، والشّمع الزّيتيّ، والشّمع العادي، والألوان الخشبيّة والبلاستيكيّة، وأخيرًا الأوراق ومنها: الورق العادي، والورق المقوّى، والقماش الخام. هكذا يجتمع الثّالوث الأساس وعمدة هذا الفنّ فلولا القلم لما كان الخطّ الأوّل، ولولا اللّون لما كانت الحقيقة مجسّدة في اللّوحات، وأخيرًا لولا الورق أو القماش لما خلّدنا الموهبة لتكون ذكرى للمستقبل.

المراجع:

https://sotor.com/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85/





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هواية الرسم

إنّ الإنسان كُتلة مُتّقدة من المهارات مشحونة بالعواطف والأحاسيس والميول، فمن الطّبيعيّ أن تتنوّع رغباته واتّجاهاته لما ترعاه نفسه من الفنون ...